خطاب العرش .. رؤى ملكية عبقرية
أردني – نيفين عبد الهادي – نجاحات سجّلتها أيادي أردنية بقيادة وتوجيه ومتابعة من جلالة الملك عبد الله الثاني، لتدخل بها البلاد مئوية تأسيسها الثانية بأهداف هامة وصل لتحقيقها الأردنيون، بعبقرية قيادة تعرف كيف تصيب أهدافا لا يمكن لأحد رؤيتها، لكنها تمكنت من صناعة مجد ثريّ بالمنجزات ونجاحات دوّنت يد الزمن بأحرف من نور.
ونحو مزيد من هذه النجاحات، وحتى يكتمل المعنى لأفكار كثيرة، ويصبح الإنجاز أكثر ألقا وتميّزا، تمضي الأسرة الأردنية الواحدة بقيادة جلالة الملك في درب الإصلاح والسعي الحقيقي ليصبح الأردن أكثر تطوّرا، وأعمق حضورا عربيا ودوليا، وذلك في اختيارات واضحة من أبرزها الإصلاح الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية، بجهود وعزيمة قوية من بنات وأبناء الوطن المؤمنين به، مقبلين على غد الوطن بتفاؤل وعزيمة بأن القادم أفضل.
جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، قائد المسيرة، وضع أمس صورة تفصيلية لتفاصيل المشهد المحلي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإداريا، بوضوح ولغة بيضاء واضحة، وبحسم ملكي أن ما بدأه الأردنيون من رؤى إصلاحية، هي مسيرة وطن وسيمضي الجميع بها لجعلها واقعا ملموسا يعيشه الجميع ويجني ثماره بذات الإصرار على الإيجابيات وأن الإنجازات مستمرة بقول جلالته “قطعنا شوطا مهما في إرساء القواعد الراسخة لتحديث الدولة وتعزيز منعتها”، وفي ذلك عنوان لحالة أردنية نموذجية جعلت من النجاح بقيمة عالية كونه حقيقي.
خطاب العرش السامي الذي القاه جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس خلال افتتاح أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، حمل مضامين هامة جدا، وتأكيدات بأن الأردن حقق نجاحات مؤكدة وحقيقية، ومجسدة على أرض الواقع، وهذا البناء جاء من أبناء الوطن المؤمنين به فقال جلالته “هذا الوطن لم يبنه المتشائمون والمشككون وإنما تقدم وتطور بجهود المؤمنين به من أبنائه وبناته”، نعم بني الأردن بمن يؤمن به وبقدراته وثرواته ولم يبنه أي متشائم أو مشكك، فهذا هو الأردن الذي يمنحنا ثقة بعظمته بتاريخه العريق، ويزيدنا ثقة مطمئنة بأن يومنا وغدنا ثريان بالمنجزات فيما وكما أكد جلالته “لن نقبل بالتراجع أو التردد”.
شحذ هممم الأردنيين، وحثّهم على العمل بروح التفاؤل بعيدا عن الانهزاميين بالتفكير وبالعمل، ووقوف على تفاصيل المرحلة داخليا وخارجيا وفيما يخص القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس المحتلة، وتسليط الضوء على الشباب والمرأة، وتأكيد على أهمية دور نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الذي خاطبهم جلالة الملك بقوله “نحن معكم وأنتم معنا صفا واحدا وقلبا واحدا من أجل الأردن الأعز والأقوى”، وتشديد على المضي في الاصلاح وجعله شاملا حقيقيا وأن تبني مؤسسات الدولة “مفهوم جديد للإنجاز الوطني يلمس نتائجه المواطنون ولن نقبل بالتراجع أو التردد”، وغير ذلك من رؤية ملكية عبقرية للمرحلة وللمستقبل تشكّل نهج عمل في تطبيقه اختلاف بأعلى درجات الايجابية.
خطاب يحتاج أكثر من قراءة، وأكثر من وقفة، خطاب بحجم قضايا المرحلة، وضع نقاط الحقيقة على كلمات صمّاء يبحث الجميع عن حسم لها، سواء كان تلك المعنية بالاصلاح أو بالشأن السياسي وتحديدا القضية الفلسطينية، خطاب ثريّ حافل بالمعلومات والتشخيص والتقييم، يتدفق برؤى وخطط عمل تمنح المرحلة القادمة زادا من العزيمة والعمل بروح التفاؤل.
(الدستور)